تطلعات الأندية السعودية في دوري أبطال آسيا- نظرة بعد الجولة الأولى

المؤلف: سامي المغامسي11.22.2025
تطلعات الأندية السعودية في دوري أبطال آسيا- نظرة بعد الجولة الأولى

ما الذي يمكن استخلاصه بعد انتهاء المرحلة الافتتاحية في منافسات دوري أبطال آسيا؟ وهل تركت الأندية السعودية انطباعًا مُرضيًا خلال هذه الجولة الآسيوية الأولى؟

تتباين الآراء حول هذا الأمر؛ فالبعض يرى بأنها لم تظهر بالمستوى المأمول، بينما يشيد البعض الآخر بأدائها، وخاصةً فريق الهلال السعودي، الذي قدم أداءً فنيًا رفيع المستوى في الدوحة، أشبه بمعزوفة سيمفونية آسرة، تميز بالمتعة والسلاسة، ويذكرنا بأداء منتخب السامبا البرازيلي، حيث حقق فوزًا مستحقًا على فريق الريان القطري الذي يمتلك في صفوفه كوكبة من النجوم البارزين، إلا أن خبرة الهلال تبقى هي الفيصل في البطولات الآسيوية، وهو دائمًا ما يقدم أفضل ما لديه في هذه المحافل.

لا يزال من السابق لأوانه إصدار حكم قاطع على مستوى فريقي النصر والأهلي، فالجولة الأولى لم تكن مُبشّرة بالخير، خاصةً بالنسبة لفريق النصر الذي ظهر بمستوى باهت لا يرقى إلى سمعة وتاريخ النادي العريق الذي يضم في صفوفه نخبة من اللاعبين المتميزين، وقد يواجه صعوبات جمة في الجولات القادمة، خاصةً بعد تغيير مدربه كاسترو، ورغم امتلاكه ترسانة من النجوم، إلا أنه بحاجة إلى مدرب خبير قادر على توظيف إمكانات هؤلاء النجوم بالشكل الأمثل، وفك ذلك اللغز الذي يحير الجميع، وتحديد مكامن الخلل بدقة.

فريق الأهلي هو الآخر لم يكن مقنعًا بالقدر الكافي رغم تحقيقه فوزًا صعبًا على فريق برسبوليس الإيراني، حيث اعتمد بشكل كبير على المهارات الفردية، ويحتاج إلى تعزيز الروح الجماعية داخل أرض الملعب، وترابط خطوطه بشكل أفضل، والابتعاد عن الاعتماد المفرط على الحلول الفردية، وإلا سيواجه تحديات كبيرة في المباريات القادمة إذا لم يتم تدارك الموقف في أسرع وقت.

تتطلب بطولة الأندية الآسيوية تعاملاً خاصًا، والهلال يمتلك خبرة واسعة في هذه البطولة وقادر على التعامل مع تعقيداتها، فهو الفريق الذي يمتلك الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بها على مستوى القارة، إلا أنه سيواجه منافسة قوية وشرسة، ولن يكون الفوز باللقب أمرًا سهلاً على الإطلاق، ففي هذه البطولة، يمكن أن تحسم جزئيات بسيطة نتيجة المباريات، وقد تتسبب في خسارة اللقب، كما حدث في البطولة السابقة، وأعتقد أن مباراة العين الإماراتي في دوري الأبطال التي خسرها الهلال في النسخة السابقة كانت بمثابة درس قاسٍ لمدرب الهلال البرتغالي خيسوس، الذي لن يفرط في اللقب هذه المرة بسهولة، فهو يدرك تمام الإدراك أن البطولة صعبة للغاية، وأن أي خطأ بسيط قد يكلف فريقه خسارة اللقب الذي يمثل الهدف الأسمى للهلال وبقية الفرق السعودية، ويبقى الطموح مشروعًا وواضحًا من خلال الجولة الأولى، ولا أريد استباق الأحداث، ولكن المؤشرات الأولية تبعث على التفاؤل، وأتمنى أن تكون جميع الأندية السعودية على قدر المسؤولية، وأن يتمكن أحدها من تحقيق اللقب الذي يطمح إليه الجميع.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة